* (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (4) ونريد أن نمن على) * * إسرائيل، وتفسير الاستضعاف: ما يذكر من بعد، وهو قوله تعالى: * (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) وقرئ في الشاذ: ' يذبح أبناءهم ' بغير التشديد، وسمي هذا استضعافا؛ لأنهم عجزوا وضعفوا عن دفع هذا عن أنفسهم، وذكر وهب بن منبه وغيره: أن فرعون رأى في منامه كأن نارا خرجت من جانب الشام حتى أحاطت بمصر، وأحرقت القبط، وتركت بني إسرائيل، فلما أصبح دعا الكهنة، وأخبرهم برؤياه، فقالوا: يخرج رجل من بني إسرائيل يكون هلاكك وهلاك القبط على يده. وبعضهم روى أنهم قالوا: يولد مولود؛ فحينئذ أمر فرعون بذبح الذكور من أولاد بني إسرائيل واستبقاء إناثهم. قال الزجاج: وهذا من حمقه؛ لأنه إن كانت الكهنة صادقين فما يغني القتل، وإن كانوا كاذبين فلا معنى للقتل أيضا. قال وهب: فلما فعلوا ذلك في ولدان بني إسرائيل، وتسارع الموت إلى شيوخهم، فاجتمع الأشراف من القبط إلى فرعون، وقالوا له: إنك تقتل أولاد بني إسرائيل، وقد تسارع الموت إلى شيوخهم، فعن قريب لا يبقى منهم [أحد]، وترجع الأعمال إلينا، وقد كانوا يستعملون بني إسرائيل في الأعمال الشاقة.
قال السدي في قوله: * (وجعل أهلها شيعا) كانوا جعلوا بني إسرائيل فرقا، ففرقة يبنون، وفرقة يحرثون ويزرعون، وفرقة يغرسون، وفرقة يرعون الدواب، إلى مثل هذا من الأعمال، ومن لم يمكنه أن يعمل عملا كان يؤخذ منه الجزية، فلما سمع فرعون قولهم أمر أن يقتلوا الأولاد سنة ولا يقتلون سنة، فولد هارون عليه السلام في السنة التي لا يقتل فيها الأولاد، وولد موسى في السنة التي يقتل فيها الأولاد.
وقوله: * (إنه كان من المفسدين) أي: في الأرض.
قوله تعالى: * (ونريد أن نمن) أي: ننعم.