* (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (90) إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين (91) وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون (93)) * * وقوله: * (وله كل شيء) أي: ولله كل شيء. وقوله: * (وأمرت أن أكون من المسلمين). أي: من المسلمين لله.
قوله تعالى: * (وأن أتلو القرآن) أي: وأمرت أن أتلو القرآن، قال أهل العلم: نتلوا ونعمل به، وعن الحسن البصري قال: أمر الناس أن يعملوا بالقرآن، فاتخذوا تلاوته عملا.
وقوله: * (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) أي: نفع اهتدائه راجع إليه.
وقوله: * (ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) أي: المخوفين.
قوله تعالى: * (وقل الحمد لله) هو خطاب للنبي وسائر المؤمنين.
وقوله: * (سيريكم آياته) أي: دلالاته.
وقوله: * (فتعرفونها) أي: تعرفون الدلالات.
وقوله: * (وما ربك بغافل عما تعملون) ظاهر المعنى.
وقد ورد خبر في الآية المتقدمة، وهو قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة)، فإن أكثر المفسرين على أن المراد من الحسنة الإيمان، ومن السيئة الشرك، وقد روى صفوان بن عسال المرادي، أن النبي قال: ' يأتي الإيمان والشرك يوم القيامة (فيجثوان بين يدي الرحمن، ويطلب كل واحد منهما أهله)، فيقول الله تعالى للإيمان:
انطلق بأهلك إلى الجنة، ويقول الله تعالى للشرك: انطلق بأهلك إلى النار، وتلا قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة فله خير منها) الآية '. والخبر غريب، والله أعلم.