* (وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون (67) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين (68) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين (69) ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون (70) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (71) قل عسى أن) * * قوله تعالى: * (وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون) قد بينا.
وقوله: * (لقد وعدنا...) إلى آخر الآية قد سبق.
قوله: * (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) أي: من قوم صالح، وقوم لوط، وأصحاب الحجر، وغيرهم.
قوله تعالى: * (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق) أي: لا يضيق قلبك مما يمكرون، ومكرهم وحيلتم بالباطل.
وقوله تعالى: * (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) أي: القيامة.
وقوله: * (قل عسى أن يكون ردف لكم) وردفكم بمعنى واحد، ويقال: ردف لكم، وردفكم أي: دنا لكم. قال أبو عبيدة: جاء بعدكم، وقال القتيبي: تبعكم، ومنه ردف المرأة الرجل، قال الشاعر:
(عاد السواد بياضا في مفارقه * لا مرحبا ببياض الشيب إذ ردفا) وقوله: * (بعض الذي تستعجلون) يقال: هو القتل يوم بدر، ويقال: إنه عذاب الآخرة.
قوله تعالى: * (إن ربك لذو فضل على الناس) أي: أفضال على الناس، وفي بعض الأخبار: أن النبي قال: ' يحشر الخلق يوم القيامة فيؤتى بقوم فيقال لهم: لم عبدتم ربكم؟ فيقولون: يا رب، وعدتنا بالجنة فعبدناك طمعا فيها وشوقا إليها، فيدخلهم الجنة، ثم يؤتى بقوم فيقال لهم: لم عبدتم ربكم؟ فيقولون: يا رب، خوفتنا من النار فعبدناك خوفا منها، فينجيكم الله من النار ويدخلهم الجنة، ثم يؤتى بقوم فيقال لهم: لم عبدتم ربكم؟ فيقولون محبة لك، فيتجلى لهم الرب تعالى فينظرون إليه، فذلك قوله: * (وإن ربك لذو فضل على الناس). والخبر غريب جدا.