* (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون (45) قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون (46) قالوا اطيرنا بك وبمن معك) * * * بنبي فهو مع ذلك النبي في الإسلام بالله. وقد ذكر بعضهم: أنه تزوج بها. وروى أن عبد الله بن عتبة سئل عن ذلك، فقال: انتهى إلى قوله: * (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) يعني: أنه لا علم وراء ذلك.
وأما مدة ملك سليمان: اختلفوا فيه، فروى أن الملك وصل إليه وهو ابن ثلاث [عشرة] سنة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين، وفي بعض الروايات عن أبي جعفر بن محمد بن علي: أنه ملك سبعمائة سنة، وهذه رواية غريبة.
قوله تعالى: * (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله) أي: وحدوا الله.
وقوله: * (فإذا هم فريقان يختصمون) أي: مؤمن وكافر، وعن قتادة: مصدق ومكذب.
قوله تعالى: * (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) أي: بالعذاب قبل الرحمة، وقد كانوا قالوا لصالح: إن كنت صادقا فأتنا بالعذاب.
وقوله: * (لولا تستغفرون لله) أي: هلا تستغفرون الله، والاستغفار هاهنا بمعنى التوبة.
قوله: * (لعلكم ترحمون) ظاهر [المعنى].
قوله تعالى: * (قالوا طيرنا بك وبمن معك) أي: تشاءمنا بك وبمن معك، وفي سبب قولهم هذا قولان: أحدهما: أنهم قالوا ذلك؛ لتفرق كلمتهم، والقول الثاني: أنهم قالوا ذلك؛ لأنهم أصابهم الجدب والقحط، فقالوا فقالوا لصالح: هذا من شؤمك.
واعلم أن الطيرة منهي عنها، وفي بعض الأخبار عن النبي: ' لا عدوى