* (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (64) قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون (65) بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون (66)) * * أيان يبعثون) أي متى يبعثون؟.
قوله تعالى: * (بل ادارك) وقرئ: ' بل أدرك '، فمنهم من قال: معناهما واحد، ومنهم من قال: ' ادارك ' أي: تتابع وتلاحق، وقوله ((أدرك)) أي: فصل ولحق، وأما معنى الآية: قال السدى: أي صاروا علماء في الآخرة بما لم يعلموا في الدنيا، وهو في معنى قوله تعالى: * (أسمع بهم وأبصر) وعن (ابن) سعيد الضرير قال: ' بل أدرك ' أي: علموا في الآخرة أن الذي كانوا يوعدون حق. وهذا قريب من الأول، وأنشدوا (للأخطل):
(وأدرك علمي في سواءة أنها * تقيم على الأوتار والمشرب الكدر) أي: أحاط علمي بها أنها هكذا. وذكر علي بن عيسى: أن معنى بل هاهنا هو: لو أدركوا في الدنيا ما أدركوا في الآخرة لم يشكوا. وقال الفراء: قوله: * (بل أدرك علمهم في الآخرة) أي: غاب علمهم وسقط في الدنيا، على معنى أنهم لم يعلموا. وعن ابن عباس أنه قرأ: ' بلى ادارك ' على طريق الاستفهام: أي لم يتدارك، وهذا يؤيد قول الفراء.
وقوله: * (بل هم في شك منها) أي: هم في شك منها اليوم.
وقوله: * (بل هم منها عمون) أي: لا يهتدون إليها، ويقال: بل الأولى بمعنى لو على ما بينا، وبل الثانية على معنى أم، وبل الثالثة على حقيقتها. وذكر بعض أهل العلم أن قوله: * (بل ادارك علمهم) أي: تدارك ظنهم في الآخرة (وتتابع) بالقول بالظن والحدس.
وقوله: * (بل هم منها عمون) أي: هم جهلة بالآخرة.