تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٧٨
* (وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (5)) * * بعضها على بعض في الأكل) قال: ' هذا حلو وهذا حامض، وهذا دقل وهذا فارسي '.
وقوله: * (إن في ذلك لآيات) يعني: الدلالات * (لقوم يعقلون) يفهمون. وأنشدوا في الصنوان:
(العلم والحلم خلتا كرم * للمرء زين إذا هما اجتمعا) (صنوان لا يستتم حسنهما * إلا بجمع ذا وذاك معا) وقد روي عن النبي أنه قال: ' عم الرجل صنو أبيه '. معناه: أنه وأبوه من أصل واحد.
قوله تعالى: * (وإن تعجب فعجب قولهم) العجب: تغير النفس برؤية المستبعد في العادات، والخطاب للرسول ومعناه: أنك تعجب؛ فعجب من إنكارهم النشأة الآخرة مع إقرارهم ابتداء الخلق من الله، وقد تقرر في القلوب أن الإعادة أهون من الابتداء؛ فهذا موضع التعجب. وفي الأمثال: لا خير فيمن لا يتعجب من العجب، وأرذل منه من يتعجب من غير عجب.
وقوله: * (أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) هذا هو المعنى في إنكارهم البعث.
وقوله: * (أولئك الذين كفروا بربهم) جحدوا بربهم.
وقوله: * (وأولئك الأغلال في أعناقهم) الغل طوق تجمع به اليد إلى العنق وهذه الأغلال من نار. وقوله: * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) الاستعجال طلب تعجيل الأمر قبل مجيء (وقته)، وقد كان الله تعالى أخر عقوبة الاصطلام عن المشركين
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»