تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٧٥
بسم الله الرحمن الرحيم (* (المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (1) الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر) * * سورة الرعد تفسير سورة الرعد، وهي مكية إلا آيتين: قوله تعالى: * (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) وقوله تعالى: * (ويقول الذين كفروا لست مرسلا) الآية، فإنهما مدنيتان.
قوله تعالى: * (المر) قالوا: معناه أنا الله أعلم وأرى، وقيل: إن الألف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد، والراء من إرسال الله إياه - يعني محمدا - وقد بينا من قبل غير هذا.
وقوله: * (تلك آيات الكتاب) قد بينا في سورة يوسف. وقوله: * (والذي أنزل إليك من ربك الحق) الإنزال هو النقل من العلو إلى الأسفل، ومعنى الآية أن ما أهبط الله به جبريل عليك هو الحق، والحق ضد الباطل، وقيل: وضع الشيء في موضعه على ما توجبه الحكمة. وقوله: * (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) يعني من اليهود والنصارى والمشركين.
قوله تعالى: * (الله الذي رفع السماوات بغير عمد) العمد: جسم مستطيل يمنع المرتفع من الميلان، وفي معنى قوله: * (بغير عمد) قولان: أحدهما، وهو الأصح: أن معناه: رفع السماوات بغير عمد * (ترونها) كذلك.
وقد قال أهل المعاني: لو كان للسموات عمد لرأيناها؛ لأن عمد الجسم الغليظ يكون بالجسم الغليظ، فلا بد أن ترى، وهذا قول مجاهد وقتادة وأكثر المفسرين.
وروي عن ابن عباس أنه قال: معنى الآية رفع السماوات بغير عمد ترونها.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»