تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٨٢
* (حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال (11) هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشىء السحاب الثقال (12) ويسبح الرعد) * * وروي عمرو بن أبي جندب: كنا عند سعيد بن قيس الهمداني، فجاء علي يتوكأ على عنزة له، فقلنا له: يا أمير المؤمنين، أما تخاف أن يغتالك أحد؟ فقال: إن الله تعالى قد وكل بابن آدم ملائكة يحفظونه، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
وفي قوله: * (من أمر الله) قول آخر، وهو أنه على المعنى التقديم والتأخير، وكأن الله تعالى قال: له معقبات من أمره يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وقيل: من أمر الله: مما أمر الله به من الحفظ عنه. وعن ابن عباس أنه قرأ: ' له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه '. وقرى في الشاذ: ' له معاقيب من بين يديه ومن خلفه '.
وقوله: * (إن الله لا يغير ما بقوم) معناه: لا يغير شيئا بقوم من النعمة * (حتى يغيروا ما بأنفسهم) بالمعصية.
وقوله: * (وإذا أراد الله بقوم سوءا) في الآية رد على القدرية صريحا، ومعناه: بلاء وعذابا * (فلا مرد له) أي: لا راد له. * (وما لهم من دونه من وال) أي: من ولي يمنعهم وينصرهم، قال الشاعر:
(ما في السماء سوى الرحمن من وال *) قوله تعالى: * (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا) البرق: نور مضىء شبه عمود من نار من اتقاد السحاب، والتفسير المعروف عن السلف أن البرق مخاريق بأيدي الملائكة من نار يسوقون بها السحاب إلى حيث شاء الله تعالى.
وقوله * (خوفا وطمعا) فيه أقوال: أحدها أن الخوف من الصاعقة، والطمع في نفع المطر.
والثاني: أن الخوف للمسافر، فإن عادة المسافر أن يتأذى بالمطر، والطمع للمقيم، لأن المقيم يرجو الخصب بالمطر.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»