تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٠٧
ورحمته) لنال الكاذب منكما العذاب في الحال، ومنهم من قال: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) بتأخير العذاب وإمهاله لعجل عذابه.
قوله تعالى: * (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) هذه الآيات في قصة عائشة - رضي الله عنها - وكان سبب نزولها ما رواه الزهري، عن عروة وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة كلهم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: ' كان رسول الله إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه، فخرج إلى غزوة غزاها، وأقرع بين نسائه، فخرجت قرعتي ' وفي رواية: أن الغزوة كانت غزوة مريسيع، وفي رواية أخرى: أن الغزوة كانت غزوة بني المصطلق، وقالت: فلما رجعنا قبل المدينة عرس رسول الله ليلة، ثم إنهم آذنوا بالرحيل، فخرجت لحاجتي فلما قضيت شأني رجعت فالتمست صدري، فوجدت عقدا لي من جزع ظفار سقط، فرجعت، وجاء القوم الذين يرحلون هودجي، ووضعوا الهودج على البعير، وظنوا أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا، فإنما يأكلن العلقة من الطعام، فرجعت وقد مر الجيش، فلا داع ولا مجيب، وكان صفوان بن المعطل السلمي كان تأخر عن الجيش، وفي رواية: أنه كان يعتاد التأخر، حتى إن كان سقط من أحد شيء، أو ترك إنسان شيئا يأخذه، ويرده عليه، فجاء ورائي، فاسترجع وما كلمني بكلمة وقد استدلت جلبابي، فأناخ بعيره ووطأه لي حتى ركبته، وجاء يقودني حتى لحقنا بالجيش، وقد نزلوا موغرين في حر الظهيرة، قالت: فلما وصلنا إلى الجيش تكلم الناس، وهلك من هلك ' الخبر بطوله.
قال الشيخ الإمام: أخبرنا بهذا الحديث المكي بن عبد الرزاق الكشميهني، أخبرنا
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»