* (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم (11)) * * ولكني كنت أظن أنه يرى رؤيا، فلما تغشاه الوحي لم أفزع لما علمت أني بريئة، والله يعلم ذلك '.
وفي بعض الروايات: أن أبوي كادت نفسهما تخرج خوفا، فلما سرى عن رسول الله قال: ' أبشري يا عائشة قد أنزل الله تعالى براءتك، وتلا الآيات: * (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) فقال لي أبي: قومي إلى رسول الله، وقالت أمي: قومي إلى رسول الله، فقلت: لا أقوم ولا أحمد إلا الله، فإن الله تعالى أنزل براءتي '.
قوله تعالى: * (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) الإفك هو أشد الكذب، وإنما سمي إفكا لأنه مصروف عن الحق. وقوله: * (عصبة منكم هؤلاء العصبة هم: عبد الله بن أبي بن سلول، ومسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش زوجة طلحة بن عبد الله أخت زينب، ونفر آخرون، والعصبة العشرة فما فوقها.
وقوله: * (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) هذا خطاب لعائشة وصفوان بن معطل فإنهم قذفوهما جميعا، وقال بعضهم: هو خطاب لعائشة ولأبويها والنبي وصفوان، ومعنى الآية: لا تحسبوه شرا لكم، يعني: هذا الإفك هو خير لكم لأجل الثواب، وما ادخر الله لهم من ذلك.
وقوله: * (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) أي: من الإثم بقدر ما اكتسب.
وقوله: * (والذي تولى كبره). وقرئ: ' كبره '، وقرأ الأعرج: ' كبره '. فقوله: * (كبره) أي: إثمه. وقوله: ' كبره '. أي: معظمه، قال الشاعر: