جدي أبو الهيثم بن محمد بن يوسف الفربري [أخبرنا] محمد بن إسماعيل البخاري أخبرنا أبو الربيع الزهراني عن فليح بن سليمان، عن الزهري... الخبر.
ويروى أنه... تلبث الوحي [سبعة] وثلاثين يوما.
وفي هذا الخبر أن عائشة اشتكت واستأذنت رسول الله، ورجعت إلى بيت أبيها، وكان رسول الله يدخل قبل رجوعها إلى بيت أبيها، وهي مشتكية، فيقول: ' كيف تيكم؟ ' ثم لما رجعت إلى بيت أبيها عرفت الخبر من قبل أم مسطح فازدادت وبقا، وجعلت تبكي، ولا يرقأ لها دمع، حتى كاد البكاء يصدع قلبها، وذكرت لذلك لأمها، فقالت لها أمها: هوني عليك فقلما تكون امرأة وضيئة عند رجل، ولها ضرائر إلا تكلموا فيها.
وفي هذا الخبر أن النبي دعا عليا وأسامة بن زيد، واستشارهما، فأما علي فقال يا رسول الله، إن في النساء كثرة، وأما أسامة فقال: لا أعلم منها إلا خيرا، وسل الجارية - يعني: بريرة - فسأل بريرة فقالت: لا أعلم منها إلا أنها جارية حديثة السن تعجن، فتدخل الداجن فتأكل عجينها.
وفي هذا الخبر أن النبي جاء إلى بيت أبي بكر - رضي الله عنه - بعد أن مضت المدة التي ذكرناها، فقال: ' يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة: قالت: فقلص دمعي حتى ما أجد منه قطرة، ثم قلت: إن قلت أني فعلت، والله يعلم أني ما فعلت ليصدقنني، وإن قلت: لم أفعل، والله يعلم أني لم أفعل ليكذبنني، وما أعرف مثلي ومثلكم إلا ما قال أبو يوسف، ونسيت اسمه * (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) ثم تنحيت، فأخذ رسول الله [] الوحي، قالت: وكنت أحقر في نفسي أن أظن أن الله ينزل في قرآنا يتلى،