تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤١٩
* (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة) * * قوله تعالى: * (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث) ذكر الله تعالى في هذه الآية الدلالة على منكري البعث، والخطاب للمشركين.
وقوله: * (إن كنتم في ريب من البعث) أي: في شك من البعث.
وقوله: * (فإنا خلقناكم من تراب) ذكر التراب هاهنا؛ لأن آدم خلق من تراب، وهو الأصل.
وقوله: * (ثم من نطفة) النطفة هي الماء النازل من الصلب.
وقوله: * (ثم من علقة) العلقة هي الدم المتجمد، وقيل: المنعقد.
وقوله: * (ثم من مضغة) المضغة هي قطعة لحم كأنها مضغت.
وقوله: * (مخلقة وغير مخلقة). قال ابن عباس * (مخلقة) تام الخلق * (وغير مخلقة) ناقص الخلق، والقول الثاني: أن المخلقة هو الولد الذي تأتي به المرأة لوقته، وغير المخلقة هو السقط، وفي هذا الموضع أخبار: منها ما روى علقمة عن ابن مسعود أنه إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بيده فيقول: أي رب، مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال: غير مخلقة قذفها الرحم دما، ولم تخلق منها نسمة، وإن قال: مخلقة، قال الملك: أشقي أو سعيد؟ أذكر أو أنثى؟ ما رزقه؟ ما عمله؟ ما أجله؟ وأين الموضع الذي يقبض فيه؟ فيقول الله تعالى له: اذهب إلى أم الكتاب ففيه كل ذلك، فيذهب إلى أم الكتاب فيجد فيه أنه شقي أو سعيد، ذكر أو أنثى، فيكتب ذلك، فيسعى الرجل في عمله، ويأكل رزقه، ويمضي في أجله حتى يتوفاه الله تعالى في المكان الذي قدر أين يقبض فيه.
وقد ورد خبران صحيحان عن النبي في هذا، أحدهما ما روى الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: أخبرني الصادق المصدوق أبو القاسم: أن خلق أحدكم يجمع في رحم أمه أربعين يوما نطفة، ثم أربعين يوما علقة،
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»