تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٢٢
* (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5) ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير) * * وقوله: * (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) أي: تحركت، قال الشاعر:
(تثنى إذا قامت وتهتز إن ما مشت * كما اهتز غصن البان في (ورق) خضر) وقوله: * (وربت) أي: انتفخت للنبات، وقيل: في الآية تقديم وتأخير، ومعناه: وربت واهتزت، ويقال اهتزت أي: النبات، وربت أي: ارتفع، وإنما أنث لذكر الأرض، وقرأ أبو جعفر: ' وربأت ' بالهمز، وهو في معنى الأول.
وقوله: * (وأنبتت من كل زوج بهيج) أي: صنف حسن، فهذا أيضا دليل على إعادة الخلق، وفي بعض ما ينقل عن السلف: إذا رأيتم الربيع فاذكروا والنشور.
وقوله: * (ذلك بأن الله هو الحق) يعني: هذا الذي ذكرته لكم [دليل] بأن الله هو الحق.
وقوله: * (وأنه يحيى الموتى) يعني: هو دليل على أنه يحيي الموتى.
وقوله: * (وأنه على كل شيء قدير) أي: لما قدر على ابتداء الخلق، وعلى إحياء الأرض الميتة، فاعلم أنه على كل شيء قدير، وفي بعض الأخبار عن النبي: ' من جاء يوم القيامة (بثلاث) لم يصد وجهه عن الجنة شيء، من علم أن الله وحده لا شريك له، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور '.
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»