تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٢١
* (ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) * * الله) في الابتداء على قدرته على الإعادة.
وقوله: * (ونقر في الأرحام ما نشاء) أي: نثبت في الأرحام ما نشاء * (إلى أجل مسمى) أي: إلى وقت الولادة:
وقوله: * (ثم نخرجكم طفلا) أي: أطفالا، واحد بمعنى الجمع.
وقوله: * (ثم لتبلغوا أشدكم) قد بينا معنى الأشد.
وقوله: * (ومنكم من يتوفى) وحكى أبو حاتم أن في قراءة بعضهم: ' ومنكم من يتوفى ' بفتح الياء، ومعناه يستوفى أجله، والمعروف * (يتوفى) بالرفع يعني: يتوفى قبل بلوغ الكبر.
وقوله: * (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) أي: إلى أخس العمر، والمراد منه حالة الخرف والهرم، قال عكرمة: من قرأ القرآن لم يخرف.
وقوله: * (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) أي: لا يعقل من عبد عقله شيئا.
وقوله: * (وترى الأرض هامدة) وهذا ذكر دليل آخر على إحياء الموت.
وقوله: * (هامدة) أي: جافة يابسة لا نبات فيها، وقال قتادة: (هامدة) غبراء منهشمة، وقيل: هامدة: دارسة، قال الشاعر:
(قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا * وأرى ثيابك باليات همدا) وقال آخر:
(رمى الحدثان نسوة آل حرب * بنازلة همدن لها همودا) (فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن البيض سودا)
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»