(* (79) وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون (80) ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين (81) ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين (82)) * * يتخذ الدرع من صفائح، فلما عمل هو الدرع جمع الخفة والحصانة.
وقوله: * (لتحصنكم من بأسكم) أي: من بأس عدوكم.
وقوله: * (لتحصنكم) قرئ بقراءات: بالياء والتاء والنون، أما الياء فمعناه: ليحصنكم اللبوس، وقيل: ليحصنكم الله، وأما التاء فمعناه: لتحصنكم الصنعة، وأما بالنون ينصرف إلى الله.
وقوله: * (فهل أنتم شاكرون) يعني: يا دود وأهل بيته، هل أنتم شاكرون؟.
قوله تعالى: * (ولسليمان الريح عاصفة) الريح العاصفة هي التي يشتد هبوبها، فإن قيل: قد قال في موضع آخر: * (رخاء حيث أصاب) والرخاء: اللين؟ والجواب عنه: أنه كان إذا أراد أن تشتد اشتدت، وإذا أراد أن تلين لانت.
وقوله: * (تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) في القصة: أنه كان يسير من الشام إلى إصطخر تحمله الريح غدوة، ويسير من إصطخر إلى الشام تحمله الريح عشية.
وقوله: * (وكنا بكل شيء عالمين) يعني: أنه ما غاب عنا شيء من الأشياء.
قوله تعالى: * (ومن الشياطين من يغوصون له) الغوص هو النزول في قعر البحر، فكان الشياطين يفعلون ذلك لسليمان؛ لاستخراج الدر والجواهر.
وقوله: * (ويعملون عملا دون ذلك) أي: سوى الغوص، وهو معنى: * (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل...) الآية.
وقوله: * (وكنا لهم حافظين).