* (أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (16)) * * بالسمع لا بالعقل، فإن الله تعالى نص أنه لا يعذب أحدا حتى يبعث الرسول.
وفي بعض المسانيد عن أبي هريرة أنه قال: إن الله تعالى يبعث يوم القيامة أهل الفترة و [المعتوه] والأصم والأبكم والأخرس والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام (فيؤجج) لهم نارا، فيقول: ادخلوها، فيقولون: كيف ندخلها، ولم تبعث إلينا رسولا؟! ولو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، فيرسل الله إليهم رسولا، فيطيعه من علم الله أنه يطيعه، ويعصيه من علم الله أنه يعصيه، فيفصل بينهم على ذلك.
قوله تعالى: * (وإذا أردنا أن نهلك قرية) أي: أهل قرية، وقرئ * (أمرنا مترفيها) والمعروف هذا، وقرئ: ' آمرنا ' - بالمد -، ' مترفيها ' وهذل محكي عن علي، وقرئ ' أمرنا ' بالقصر والتشديد، وقرئ: ' أمرنا - بكسر الميم - مترفيها ' وهذا محكي عن ابن عباس.
أما قوله: * (أمرنا) فيه قولان: أحدهما: معناه أمرناهم بالطاعة ففسقوا وعصوا.
وهكذا روي عن ابن عباس وجماعة من التابعين منهم ابن جريج وغيره.
والقول الثاني: أمرنا أي: أكثرنا، يقال: أمر القوم: إذا كثروا، قال الشاعر:
(إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا * يوما يصيروا للهلك والنكد) وأنكر الكسائي أن يكون أمرنا بمعنى أكثرنا، وقال: هو آمرنا بمعنى أكثرنا، وهذا هو اللغة الغالبة.
وأما أبو عبيدة فقال: تقول العرب: أمرنا بمعنى أكثرنا، وإنما احتجنا إلى هذا التأويل؛ لأن الله تعالى لا يأمر بالمعاصي.
وهذا باتفاق الأمة وفي الآية سؤال معروف، وهو أنه يقال: كيف يأمر مترفيها بالفسق، والله تعالى يقول: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)، ويقول: * (إن الله