تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
* (كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23)) * * وقوله:: * (إما يبلغان) وقرئ: ' إما يبلغن عندك الكبر ' فقوله: * (يبلغان) ينصرف إليهما؛ فعلى هذا قوله: * (أحدهما أو كلاهما) على وجه الاستئناف.
وقوله: * (يبلغن) ينصرف إلى أحدهما، فقوله: * (أو كلاهما) على البدل منه.
وقوله: * (فلا تقل لهما أف) قرئ: ' أف ' بكسر الفاء، و ' أف ' بفتح الفاء، و ' أف ' بكسر الفاء والتنوين. قالوا: وفيه ست لغات: أفا وأف وأف الثلاثة بالتنوين، وأف وأف وأف بغير التنوين.
قال الأصمعي: الأف وسخ الأذن، والتف وسخ الأظفار، وقيل: الأف وسخ الأظفار، والتف الشيء الحقير، وحقيقته أنه كلمة تقال عند الضجر من الشيء واستثقاله، وقيل: الأف بأدنى ما يتبرم به، فمنى الآية: لا يتبرم بهما، ولا يستثقل معالجة أذاهما. وذكر مجاهد أنه عند الحدث وذكر البول وصاحبه أنه لا يستثقل معالجتهما في ذلك؛ كما لم يستثقلا معالجته.
وقوله: * (ولا تنهرهما) الانتهار من النهر، [و] هو الزجر بالإغلاظ والصياح.
وقوله: * (وقل لهما قولا كريما) أي: قولا لينا.
وعن محمد بن علي الباقر قال: شر الآباء من يحمله البر على الإفراط، وشر الأبناء من يحمله التقصير على العقوق.
وعن علي - رضي الله عنه - قال: لو علم الله شيئا أبلغ في الزجر من قوله: * (أف)، لنهى عن ذلك، ثم قال علي: ليعمل البار ما شاء فلن يدخل النار، وليعمل العاق ما يشاء فلن يدخل الجنة.
وفي الأخبار، عن النبي أنه قال: ' البر يزيد في العمر '. وذكر مسلم في
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»