تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٢٦
* (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (14) من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (15) وإذا أردنا) * * وقرئ: ' ويخرج له يوم القيامة كتاب ' على ما لم يسم فاعله، وقرئ ' ويخرج ' بفتح الياء يعني: عمله يخرج * (كتابا) يوم القيامة، كأنه يتحول العمل كتابا في القيامة.
وقوله: * (يلقاه) قرأ الحسن: ' يلقاه ' بضم الياء من التلقية، وهذا في الشاذ.
وقوله: * (منشورا) في الآثار أن الله تعالى يأمر الملكين بطي الصحيفة، إذا تم عمر العبد، فلا ينشر إلى يوم القيامة، وهذا في معنى قوله تعالى: * (وإذا الصحف نشرت).
قوله: * (اقرأ كتابك) فيه إضمار، وهو أنه يقال له: اقرأ كتابك. قال قتادة: يقرأ كل إنسان سواء كان قارئا في الدنيا، أو لم يكن قارئا.
وقوله: * (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) أي: شاهدا قال الحسن: عدل معك من جعلك حسيب نفسك.
وقال بعضهم: يقال له هذا كتاب كان لسانك قلمه، وريقك مداده، وجوارحك قرطاسه، وكتب المملي على كاتبيك، فاقرأ ما أمليت، والله أعلم.
قوله تعالى: * (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) أي: نفع اهتدائه له.
وقوله: * (ومن ضل فإنما يضل عليها) أي: وبال ضلالته عليه.
وقوله: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) يقال: نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة، فإنه قال لمن أسلم: ارجعوا إلى دينكم القديم، فإني أحمل أوزاركم؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية، ومعناه: أنه لا يؤاخذ أحد بذنب أحد، وقيل: ليس لأحد أن يذنب، فيقول: فلان قد أذنب فأنا أتبعه، فإني لا آخذ أحدا بذنب أحد.
وقوله: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) هذا دليل على أن ما وجب وجب
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»