تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
* (حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون (116) متاع قليل ولهم عذاب أليم (117) وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (118) ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم (119) إن) * * والوصيلة والحام، وقد كانوا يحلونها لقوم، ويحرمونها على قوم. وقوله: * (لتفتروا على الله الكذب) أي: لتختلقوا على الله الكذب. وقوله: * (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) أي: لا يفوزون.
قوله تعالى: * (متاع قليل ولهم عذاب أليم) أي: عيشهم في الدنيا متاع قليل، * (ولهم عذاب أليم) أي: وجيع.
قوله تعالى: * (وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) معناه: ما ذكره في سورة الأنعام، وهو قوله تعالى: * (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر). وقوله: * (وما ظلمناهم) أي: ما نقصنا من حقهم * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) أي: هم الذين نقصوا من حقوقهم.
قوله تعالى: * (ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة) قال أهل العلم: وكل من عمل بمعصية، فهو من داعي الجهالة. وقوله: * (ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا) شرط الصلاح هاهنا، ومعناه: الاستقامة على التوبة. وقوله: * (إن ربك من بعدها لغفور رحيم) أي: من بعد الفعلة التي تابوا عنها.
قوله تعالى: * (إن إبراهيم كان أمة) في الأمة أقوال، أحسن الأقاويل ما حكاه مسروق عن ابن مسعود أنه المعلم للخير، وهو الذي يقتدى به ويؤتم؛ وروي أن عبد الله بن مسعود قال بعد موت معاذ بن جبل: كان معاذ بن جبل أمة، وأراد به هذا المعنى.
القول الثاني: كان أمة، أي: إمام هدى، والقول الثالث: كان أمة أي: كان مؤمنا
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»