* (ويأت بخلق جديد (19) وما ذلك على الله بعزيز (20) وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص (21) وقال) * * قيل في التفسير: قوما أطوع لله منكم. وقوله: * (وما ذلك على الله بعزيز) أي: شديد؛ وذلك لأن الأشياء كلها سهلة هينة في القدرة، ولا يصعب على الله شيء من الأشياء وإن جل وعظم.
قوله تعالى: * (وبرزوا لله جميعا) أي: خرجوا من قبورهم إلى الله جميعا.
وقوله: * (فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا) معنى الذين استكبروا: يعني تكبروا على الناس، وتكبروا عن الإيمان، وهم القادة والرؤساء.
وقوله: * (إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون) كنا لكم تبعا، أي: أتباعا * (فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء) أي: دافعون عنا من عذاب الله من شيء. وقوله: * (قالوا لو هدانا الله لهديناكم) معناه: لو هدانا الله لدعوناكم إلى الهدى، فلما أضلنا دعوناكم إلى الضلالة.
وقوله: * (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا) في الآثار أنهم يقولون: قد جزع أقوام في الدنيا؛ فنجوا فنحن نجزع لننجوا، فيجزعون مدة مديدة فلا يرون نجاة، فيقولون: قد صبر أقوام في الدنيا، فنحن نصبر للنجوا، فيصبرون مدة مديدة، فلا يرون نجاة فيقولون بعد ذلك: سواء علينا أجزعنا أم صبرنا.
قوله: * (ما لنا من محيص) أي: منجي ومخلص، ويقال: يجزعون مائة سنة، ويصبرون مائة سنة، ويقال: فلان وقع في حيص بيص، وحاص وباص إذا وقع في أمر لا مخلص عنه.
قوله تعالى: * (وقال الشيطان لما قضى الأمر) قوله: * (لما قضى الأمر) دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. وفي بعض الآثار: ' أنه يوضع لإبليس منبر من نار فيصعد عليه ويخطبهم ' وذلك حين يتعلقون به، ويقولون: أنت فعلت بنا هذا.