* (وعنده أم الكتاب (39) وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب (40) أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله) * * وفي الآية قول آخر، وهو قول الحسن: * (يمحو الله ما يشاء) أي: يمحو من حضر أجله ويثبت ما يشاء من لم يحضر أجله، وفي الآية قول رابع: أن المراد منه أن الحفظة يكتبون جميع أعمال بني آدم، فيمحو الله منها ما يشاء، وهو ما لا ثواب عليه ولا عقاب، ويثبت ما يشاء وهو الذي يستحق عليه الثواب والعقاب، وقيل: * (يمحو الله ما يشاء) أي: يمحو ما يشاء لمن عصاه فختم أمره بالطاعة، ويثبت بالمعصية لمن أطاع، وختم أمره بالمعصية. والمنقول عن السلف هي الأقوال التي ذكرناها قبل هذا القول.
وقوله: * (وعنده أم الكتاب) معناه: وعنده أصل الكتاب، وأصل الكتاب: هو اللوح المحفوظ. وفي بعض الأخبار ' أن الله تعالى ينظر في الكتاب الذي عنده لثلاث ساعات يبقين من الليل؛ فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، ويبدل ما يشاء ويقرر ما يشاء '.
وقوله تعالى: * (وإما نرينك بعض الذي نعدهم) الآية. بعض الذين نعدهم، أي: قبل وفاتك * (أو نتوفينك) وقبل أن نريك ذلك * (فإنما عليك البلاغ) أي: التبليغ * (وعلينا الحساب) يوم القيامة.
قوله تعالى: * (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) أكثر المفسرين على أن المراد من هذا هو فتح ديار الشرك، وسمي ذلك نقصانا؛ لأنه إذا زاد في دار الإسلام فقد نقص من دار الشرك، وهذا قول ابن عباس وقتادة وجماعة. وعن ابن عباس - في رواية أخرى - قال: هو موت الأخيار والعلماء. وحكي ذلك عن مجاهد. وقيل: ننقصها من أطرافها بخرابها، والساعة تقوم وكل الأرض خربة، ويقال في منثور