تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٢٢
(* (40) ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (41) ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (42) مهطعين مقنعي) * * وفي تفسير الدمياطي: أن قوله: * (ولوالدي) أي: لولدي، قال ابن فارس: ويجوز هذا في اللغة، وهو أن يذكر الوالد بمعنى المولود، كما يقال: ماء دافق أي: مدفوق. وقوله: * (وللمؤمنين) ظاهر المعنى.
وقوله: * (يوم يقوم الحساب) أي: يوم يحاسب الله الخلق.
قوله تعالى: * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) الآية. الغفلة معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور. وروي عن ابن عباس أنه قال: هذه الآية تعزية للمظلوم وتسلية له، وتهديد للظالم.
وقوله: * (إنما يؤخرهم) معناه: إنما يمهلهم. وقوله: * (ليوم تشخص فيه الأبصار) يعني: من الدهش والحيرة وشدة الأمر، ومعنى تشخص أي: ترتفع وتزول عن أماكنها.
وقوله * (مهطعين) الأكثرون أن معناه مسرعين، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى الثعلب: الإهطاع هو النظر في (الذل والخضوع). وقيل: مهطعين أي: مديمي النظر لا يطرفون. ومعنى الإسراع الذي ذكرنا هو أنهم لا يلتفتون يمينا ولا شمالا، ولا يعرفون مواطن أقدامهم، وليس لهم همة ولا نظر إلى ما يساقون إليه.
وقوله: * (مقنعي رؤوسهم) يقال: أقنع رأسه أي: رفعه، وأقنع رأسه إذ خفضه، فإن كان المراد هو الرفع فمعناه: أن أبصارهم إلى السماء ينظرون ماذا يرد عليهم من الله تعالى، وإن حمل الإقناع على خفض الرأس فمعناه: مطرقون ناكسون، قال الشاعر:
(نغض رأسي نحوه وأقنعا * كأنما يطلب شيئا أطمعا) وقال المؤرج: رفعوا رؤوسهم حتى كادوا يضعونها على أكتافهم.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»