تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
* (كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب (9) قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين (10) قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * * وقوله: * (في أفواههم) يعني: بأفواههم، ومعناه: بألسنتهم تكذيبا. وأشرق الأقاويل هو القول الأول، والقول الثالث محكي عن ابن عباس.
وقوله: * (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) أي: جحدنا بما أرسلتم به.
وقوله: * (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) أي: مرتاب، والشك هو التردد بين طرفي نقيض.
قوله تعالى: * (قالت رسلهم أفي الله شك) معناه: ليس في الله شك، وهذا استفهام بمعنى نفي ما اعتقدوه. وقوله: * (فاطر السماوات والأرض) خالق السماوات والأرض. وقوله: * (يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) قال أبو عبيدة: ' من ' صلة، ومعناه: ليغفر لكم ذنوبكم.
وقوله: * (ويؤخركم إلى أجل مسمى) إلى حين استيفاء آجالكم. وقوله: * (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا) أي: تمنعونا. * (عما كان يعبد آباؤنا) ظاهر المعنى. وقوله: * (فأتونا بسلطان مبين) أي: بحجة [ومعجزة] بينة، والسلطان هاهنا: هو البرهان الذي يرد المخالف إلى الحق.
قوله تعالى: * (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم) أي: ما نحن إلا بشر مثلكم. * (ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) يعني: ينعم على من يشاء من عباده بالنبوة، وقيل: بالتوفيق والهداية.
وقوله: * (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان) أي: بحجة ومعجزة. * (إلا بإذن الله)
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»