تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
* (نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون (33) ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (34) وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله ) * * حذف، وتقديره: ولقد كذبت رسل من قبلك وأوذيت، فصبروا على ما كذبوا وأوذوا * (حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله) أي: لعلم الله وأحكامه * (ولقد جاءك من نبأ المرسلين) أي: أخبار المرسلين.
قوله - تعالى -: * (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض) النفق: السرب في الأرض، ومنه: ' النافقاء ' وهو جحر اليربوع؛ ومنه: النفاق، لأن المنافق يدخل نفقين * (أو سلما في السماء [فتأتيهم بآية]) أي: درجا في السماء فتأتيهم بآية، سبب هذا: أن الكفار كانوا يقترحون الآيات؛ وود النبي أن (يعطيهم) الله ما اقترحوا من الآيات (طمعا) في أن يروا الآيات؛ فيسلموا فنزل قوله: * (فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية) وتقديره: إن استطعت ذلك فافعل، وفيه حذف.
* (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) أي: بأن يريهم آية؛ يضطرون إلى الإيمان بها، والصحيح: أن المراد به: ولو شاء الله لطبعهم وخلقهم على الإيمان؛ فهذا أقرب إلى قول أهل السنة؛ لأن إيمان الضرورة لا ينفع، وإنما ينفع الإيمان بالغيب اختيارا * (فلا تكونن من الجاهلين) أي: بهذا الحرف، وذلك قوله: * (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى).
قوله - تعالى -: * (إنما يستجيب الذين يسمعون) هاهنا الوقف، ومعناه: إنما يستجيب الذين يسمعون سماع القبول * (والموتى يبعثهم الله) يعني: الكفار * (ثم
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»