تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
* (يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون (38) والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم (39) قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله) * * لهوى إن هو إلا وحي يوحى) فكل ما ثبت بالسنة؛ فكأنه ثابت في الكتاب، وقيل: [معناه]: ما فرطنا في الكتاب من شيء تقع الحاجة إليه.
* (ثم إلى ربهم يحشرون) ولا شك في حشر البهائم والحيوانات يوم القيامة، حتى روى: أن الله - تعالى - يحشرها ويقتص للجماء من القرناء، وروى أبو ذر: ' أن النبي رأى شاتين تنتطحان؛ فقال: يا أبا ذر، أتدري فيما نتطحان؟ فقلت: لا. فقال لكن الله يدري، وسيقضي بينهما وأمثال هذا كثير '، وسبيل الناس أن يؤمنوا به، ويكلوا علمه إلى الله - تعالى - فإنه شيء لا تهتدي إليه العقول، وعلى هذه الآية حكاية: حكي أن بهلول المجنون رأى أبا يوسف القاضي في الطريق؛ فسأله وقال: إن الله - تعالى - يقول: * (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) ثم يقول: * (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) فما نذير الكلاب؟ فتحير أبو يوسف عن الجواب، فأخذ بهلول حجرا من الأرض، وقال: هذا نذير الكلاب.
قوله - تعالى -: * (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات) أي: صم عن سماع الحق، وبكم عن قول الحق * (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم).
قوله - تعالى -: * (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله) قيل: عذاب الله: هو
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»