(* (23) انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (24) ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين) * * انظر كيف كذبوا على أنفسهم) كذبهم عل أنفسهم: تبرئهم من الشرك * (وضل) أي: ذهب * (عنهم ما كانوا يفترون).
قوله - تعالى -: * (ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة) هذا في رؤساء المشركين، مثل: أبي سفيان بن حرب - حين كان مشركا - وأبي جهل بن هشام، وعتبة، وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن المغيرة، وغيرهم، كانوا يستمعون القرآن؛ فقالوا: لأبي سفيان: ما هذا؟ فقال: أرى فيه حقا وباطلا. فقال أبو جهل: حتى تفاخرنا واستوينا في المجد، واستوت بنا الركب، تزعمون أن منكم نبيا يا بني عبد مناف، والله لا نقر بهذا، وفي رواية: [للموت] أهون علينا من هذا.
* (وجعلنا على قلوبهم أكنة) هي جمع ' الكنان ' كالأعنة جمع العنان وهي الأغطية * (أن يفقهوه) قال بعضهم: كراهة أن يفقهوه، وقال آخرون: أن لا يفقهوه * (وفي آذانهم وقرا) أي: وجعلنا في آذانهم صمما، قال ابن عباس: والوقر: أصله الثقل؛ ومن ثقل الأذن جاء الصمم.
* (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) هذا في معجزات النبي، وما أراهم من الآيات.
يقول الله - تعالى -: وإن يروا جميع تلك الآيات لا يؤمنوا بها، وقيل: إنهم اقترحوا آية؛ فنزل قوله: * (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) وهذا في قوم مخصوصين، علم الله أنهم لا يؤمنون.
* (حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين) مجادلتهم: أنهم قالوا للنضر بن الحارث بن كلدة، وكان قد نظر في الكتب المنزلة،