* (حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون (31) وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون (32) قد) * * أوزارهم على ظهورهم) الأوزار: الأثقال، واحدها: وزر، ومنه الوزر، وهو الحبل في قوله - تعالى -: * (كلا لا وزر) أي: لا حبل ولا ملاذ، وحملهم الأوزار بيانه في الخبر، وهو ما روى عن النبي أنه قال: ' يحشر الناس يوم القيامة، فمن كان منهم برا تلقاه صورة حسنة طيبة الريح، فتقول: أما تعرفني؟ أنا عملك الصالح، فاركبني فقد طال ما ركبتك، ومن كان فاجرا تلقاه صورة قبيحة منتنة الريح، فتقول: أما تعرفني؟ أنا عملك الخبيث، وقد طال ما ركبتني فأنا اليوم أركبك '. فهذا معنى قوله: (* (وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون) * وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) وصف كلا الدارين في هذه الآية.
قوله - تعالى -: * (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) سبب هذا: ' أن رسول الله مر على أبي جهل، فقال: يا محمد، أنت صادق عندنا، وإنما نكذب بما جئت به ' فهذا معنى الآية. وقيل: إنما نزل هذا تسلية للرسول، يقول الله - تعالى -: لا تحزن؛ فإنهم لا يكذبونك، ويقرأ: ' فإنهم لا يكذبونك ' مخففا، والفرق بين التكذيب والإكذاب: أن التكذيب: هو أن يقول له: كذبت، والإكذاب: هو أن يجده كاذبا.
قوله تعالى: * (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا) فيه