تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٩٦
(* (25) وهم ينهون عنه وينئون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون (26) ولو) * * وكان ممن يستمع القرآن؛ فقالوا له: ما تقول في هذا؟ قال: إن هذا إلا أساطير الأولين، مثل أقاصيص رستم واسفنديار، وصحف الأولين، قال ثعلب: الأساطير: جمع الأسطورة، وهي المكتوبة.
قوله - تعالى -: * (وهم ينهون عنه وينئون عنه) أي: ينهون الناس عن اتباع محمد، وتباعدون عنه بأنفسهم، وقيل: معنى قوله * (ينهون عنه) أي: يذبون عنه، ويمنعون الناس عن أذاه * (وينئون عنه) أي: يتباعدون عن الإيمان به، وذلك مثل أبي طالب، كان يذب عنه حال حياته، قال ابن عباس: هو في أبي طالب. حتى روى أنه اجتمع عليه رؤساء قريش، وقالوا له: اختر شابا من أصحابنا وجيها، واتخذه ابنا لك، وادفع إلينا محمدا؛ فقال أبو طالب: ما أنصفتموني، أدفع إليكم ولدي ليقتل، وأربي ولدكم؟!
وروى أنه قال لرسول الله: ' لولا أن قريشا تعيرني لأقررت عينك بالإيمان '، وكان يذب عنه إلى أن توفي، وروى: ' أنه قرأ عليه قوله - تعالى -: * (وهم ينهون عنه وينئون عنه) فقال أبو طالب: أما أن أدخل في دينك فلا أدخل أبدا، ولكني أذب عنك ما حييت '، وله فيه أبيات:
(والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا) (فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر بذاك وقر منك عيونا) (ودعوتني وعلمت أنك ناصحي * وصدقتني ولكنت ثم أمينا)
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»