تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٢٢
* (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم (61) يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) * * وقوله: * (وفي سبيل الله) هؤلاء الغزاة والحجاج، وقوله: * (في سبيل الله): في طاعة الله * (وابن السبيل) فيه قولان:
أحدهما: أنه الذي قطع عليه الطريق فبقي فقيرا لا مال له. والذي عليه الفقهاء أنه الذي بعد عن ماله؛ فيصرف إليه سهم من الصدقات وإن صار غنيا في بلده.
وحكى ابن الأنباري قولا ثالثا: أن ابن السبيل هو الضيف.
قوله تعالى: * (فريضة من الله) أي: افترض الله ذلك فريضة * (والله عليم حكيم) عليم بما يصلح خلقه، حكيم فيما دبره.
قوله تعالى: * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) الأذن هاهنا: هو من يسمع كل ما قيل له. قال الشاعر:
(أيها القلب تعلل بددن * إن همي في سماع وأذن) وسبب نزول الآية: أن المنافقين قالوا: قولوا ما تريدون ثم أنكروا واحلفوا؛ فإن محمدا أذن يسمع كل ما قيل له ويقبله.
* (قل أذن خير لكم) يعني: هذه الخلة خير لكم، فكأنه قال: مستمع خير خير لكم، ومستمع شر شر لكم * (يؤمن بالله) يصدق بالله * (ويؤمن للمؤمنين) ويصدق المؤمنين * (ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) معناه ظاهر. وقرئ: ' أذن خير لكم ' أي: أصلح لكم.
قوله تعالى: * (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) معناه ظاهر.
وقوله: * (إن كانوا مؤمنين) قيل: يعني: ما كانوا مؤمنين.
(٣٢٢)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، النفاق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»