تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٢١
* (والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم (60)) * * قوله تعالى: * (والعاملين عليها) يعني: السعادة، ولهم سهم من الصدقات معلوم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن لهم بقدر أجر المثل.
وقوله: * (والمؤلفة قلوبهم) قال أهل العلم: المؤلفة قلوبهم صنفان: مسلمون، ومشركون، وكل صنف على صنفين: أما المسلمون قوم كان إيمانهم ضعيفا مثل: أبي سفيان بن حرب، وعيينة بن حصن الفزاري، والأقرع بن حابس، وعباس بن مرداس وأمثالهم، كان رسول الله يعطيهم ليتألفوا على الإيمان فيقوي إيمانهم، وصنف كان إيمانهم قويا مثل: عدي بن حاتم، والزبرقان بن بدر وغيرهما، كان يعطيهم ليتألف عشيرتهم.
وأما المشركون فصنفان: صنف كان يدفعهم ليدفع أذاهم عن المسلمين، مثل عامر ابن الطفيل وغيره، وصنف كان يعطيهم ليؤمنوا ويميلوا إليه مثل صفوان بن أمية بن خلف، ومالك بن عوف النصري وغيرهما.
واختلفوا أن سهم المؤلفة قلوبهم هل بقي بعد النبي؟
قال الشعبي وجماعة: قد سقط. وهو قول أكثر أهل العلم. وقال الزهري: هو باق. وقد حكى عن الشافعي كلا القولين، والصحيح هو الأول.
وقوله: * (وفي الرقاب) فيه قولان:
أحدهما: أنهم المكاتبون. وهذا قول الشافعي وأبي حنيفة وغيرهما.
وقال مالك: يشترى بذلك السهم رقاب فيعتقون. الصحيح هو الأول.
قوله: * (والغارمين) قال مجاهد: هؤلاء قوم أحرقت النار دورهم، وأذهب السيل أموالهم فادانوا لنفقاتهم. وقال غيره: هو كل من لحقه غرم بسبب لا معصية فيه.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»