* (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم (68) كالذين من قبلكم كانوا أشد منكر قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون (69) ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود) * * قوله تعالى: * (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها) معلوم. وقوله: * (هي حسبهم) أي: كافيتهم * (ولعنهم الله) أي: أبعدهم الله من رحمته * (ولهم عذاب مقيم) أي: دائم.
قوله تعالى: * (كالذين من قبلكم) معناه: أنتم يا معشر المنافقين كالذين من قبلكم. قوله: * (كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم) الخلاق: النصيب، وقيل: الحظ الوافر. ومعنى الآية: استمتعوا باتباعهم الشهوات * (كما استمتعتم بخلاقكم) باتباعكم الشهوات، وقيل: معنى الآية: رضوا بنصيبهم من الدنيا عن نصيبهم من الآخرة. وقوله تعالى: * (وخضتم كالذي خاضوا) يعني: لعبوا واستهزءوا كما فعلتم. قوله تعالى: * (أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) معناه: كما حبطت أعمالهم وخسروا كذلك حبطت أعمالكم وخسرتم. وقد روي عن النبي أنه قال: ' لتتبعن سنن من قبلكم حتى لو دخل أحدهم في جحر ضب ليدخلنه أحدكم '. وعن عمر - رضي الله عنه - قال: ما أشبه الليلة بالبارحة في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: * (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم) أي: خبر الذين من قبلهم * (قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين) ومدين اسم قرية شعيب. قوله: * (والمؤتفكات) هي: قريات لوط؛ سميت مؤتفكة؛ لأن الله تعالى قلبها بهم. قوله: