تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣١٩
(* (56) لو يجدون ملجئا أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون (57) ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون (58) ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون (59)) * * قال الشاعر:
(لقد جمحت جماحا في دمائهم * حتى رأيت ذوي الأشراف قد خمدوا) وروي عن أنس أنه قرأ: ' وهم يجمرون ' والمعنى قريب في الأول.
قوله تعالى: * (ومنهم من يلمزك في الصدقات) يعني: يعيبك في إعطاء الصدقات، ويقال: الهمزة واللمزة بمعنى واحد، ويقال: اللمزة الذي يعيب الناس بقوله، والهمزة: الذي يشير بطرفه [هزاء].
سبب نزول الآية: ' أن ذا الخويصرة التميمي - واسمه: حرقوش بن زهير - أتى رسول الله وهو يقسم، فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال: فمن يعدل إن لم أعدل. ثم قال: يخرج من ضئضىء هذا أقوام تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وصيامكم عند صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ' الخبر فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: * (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) هذا في ثعلبة بن حاطب وأصحابه، كانوا يرضون إن أعطوا كثيرا، وإن أعطوا القليل سخطوا وعابوا.
قوله تعالى: * (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله) كافينا الله * (سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون) يعني: لو رضوا بما فعلت
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»