تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٢٥
* (المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون (67)) * * والآخر: أن أمرهم واحد، وهذا كالرجل يقول لغيره: أنا منك، يعني: أمري وأمرك واحد.
* (يأمرون بالمنكر) فيه قولان:
أحدهما: أن المنكر: هو الشرك، والمعروف: هو الإيمان بالله.
وعن أبي العالية الرياحي أنه قال: كل ما ذكر من المنكر في القرآن فهو عبادة الأوثان والشرك بالله.
والقول الثاني: أن المنكر: هو معصية الله تعالى، والمعروف: هو طاعة الله.
وقوله تعالى: * (وينهون عن المعروف) القول المعروف أن معنى قوله: * (ويقبضون أيديهم) يمسكون عن الإنفاق في سبيل الله.
والقول الثاني: يقبضون أيديهم أي: عن الجهاد في سبيل الله.
وقال بعض المتأخرين: يعني: لا يبسطونها للدعاء والرغبة إلى الله.
قوله تعالى: * (نسوا الله فنسيهم) أي: تركوا أمر الله فتركهم من رحمته. وروي عن قتادة أنه قال: نسوا من الخير ولم ينسوا من الشر.
قوله تعالى: * (إن المنافقين هم الفاسقون) يعني: هم الخارجون عن طاعة الله.
وقد صح عن النبي أنه قال: ' علامة المنافق ثلاثة: إذا قال كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد (خلف) '. وفي بعض الروايات: ' إذا عاهد غدر '. وفي بعض الأخبار: ' لا يأتون الصلاة إلا دبرا ولا يقرءون القرآن إلا هجرا '. وفي بعض الروايات عن ابن عباس: أن عدد المنافقين من الرجال في زمان رسول الله كان ثلاثمائة، وعدد النساء مائة وسبعون.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»