تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
* (وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين (19) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون (20) ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون (21) إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون (22) ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (23) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا) * * قال يوم بدر: اللهم انصر أحب الفئتين إليك وأكرمهم عليك. وفي رواية أخرى: اللهم أقطعنا للرحم، وأفسدنا للجماعة، وأتانا بما لا نعرف؛ فاخزه اليوم، فأجابه الله تعالى يقوله: * (إن تستفتحوا) أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.
* (وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد) أي: إن تعودوا إلى الدعاء نعد إلى الإجابة، وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى النصر * (ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين).
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) أمر الصحابة بطاعته وطاعة رسوله * (ولا تولوا عنه) أي: لا تعرضوا عنه * (وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) يعني: أنهم لما لم ينتفعوا بما سمعوا فكأنهم لم يسمعوا، فلا تكونوا مثلهم.
قوله تعالى: * (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) سمى الكفار صما بكما؛ لأنهم لما لم يسمعوا الحق، ولم ينطقوا بالحق، ولم يعقلوا الحق سماهم بذلك، وعدهم من جملة الأنعام.
* (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم) أي: لأسمعهم سماع التفهم والقبول لو علم أنهم يصلحون لذلك.
* (ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) فإن قيل: كيف يستقيم قوله: * (لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا)؟ قيل معناه: لو علم فيهم خيرا لأسمعهم سماع التفهم، ولو
(٢٥٦)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»