* (أساطير الأولين (31) وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان) * * واشترى أخبار رستم، واسفنديار، وأحاديث العجم، وجاء بها إلى مكة، وقال: لو شئت لقلت مثل القرآن؛ فذلك قوله: * (لو نشاء لقلنا مثل هذا).
* (إن هذا إلا أساطير الأولين) أي: أكاذيب الأولين؛ والأساطير: جمع الأسطورة، وهي المكتوبة. فإن قيل: إذا كان القرآن معجزا كيف يستقيم قوله: * (لو نشاء لقلنا مثل هذا) وهل يقول أحد: لو شئت قلبت الحجر ذهبا والعصا حية وهو عاجز عنه؟
قيل: إن القرآن مطمع ممتنع، فقد يتوهم صفوهم أنه يقول مثله، ويمتنع عليه ذلك فيخطئ ظنه. وقيل: إنه توهم بجهله أنه يمكنه الإتيان بمثله وكان عاجزا.
قوله تعالى: * (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) أكثر المفسرين على أن هذا قول النضر بن الحارث، وفي الصحيح برواية أنس أن هذا قول أبي جهل عليه اللعنة.
وهذا يدل على شدة بصيرتهم في الكفر، وأنه لم تكن لهم شبهة وريبة في كذب الرسول؛ لأن العاقل لا يسأل العذاب بمثل هذا متردد في أمره؛ وهذا دليل على أن العارف ليست بضرورته.
وحكى عن معاوية أنه قال لرجل من أهل اليمن: ما أجهل قومك حيث قالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، فقال الرجل وأجهل من قومي قومك؛ حيث قالوا: إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
قوله تعالى: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) يعني: أهل مكة * (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وفي معناه أقوال:
أحدها: أن هذا في قوم من المسلمين بقوا بمكة بعد هجرة الرسول، وما كان الله ليعذبهم وفيهم من يستغفر.