تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
* (وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون (26) يا بني آدم لا) * * وسبب نزول الآية: أنهم في الجاهلية، كانوا يطوفون بالبيت عراة، ويقولون لا نطوف في (أثواب) عصينا الله - تعالى - فيها، وكان الرجال يطوفون عراة بالنهار، والنساء بالليل؛ فنزلت الآية في المنع عن ذلك. قال الزهري: كانت العرب يطوفون كذلك عراة إلا الحمس، وهم قريش وأحلاف قريش، كانوا يطوفون في ثيابهم، وسموا حمسا؛ بشدتهم في دينهم، ومنه الحماسة لشدتها، وقال مجاهد: كانت النساء يطفن وعليهن رهاط، والرهط: قطعة من صوف لا تستتر تمام العورة، وربما كانت من سيورة، وقال قتادة: كانت المرأة منهم تطوف تضع يدها على فرجها تستر بها عورتها، وتقول:
(اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله) فقوله: * (قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم) معناه: قد أنزلنا عليكم ما تسترون به عورتكم؛ فلا تطوفوا بالبيت عراة، وقوله: * (وريشا) وقرئ: ' ورياشا ' منهم من فرق بينهما.
قال مجاهد: الريش: المال، وقال الكسائي: الريش: اللباس.
وأما الرياش: قيل: هو المعاش، يقال: تريش فلان إذا وجد ما يعيش به، وقيل: الرياش: أثاث البيت، وقال أبو عبيدة: الريش والرياش واحد، وهو ما يبدو من اللباس، والشعرة وأنشد سيبويه:
(وريشي منكم وهواي فيكم * وإن كانت زيارتكم لماما) أي: قليلا، وقوله: * (ولباس التقوى) يقرأ بالنصب، (يعني): وأنزلنا عليكم لباس التقوى، ويقرأ: ' ولباس التقوى ' بالرفع، يعني: هو لباس التقوى.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»