تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
* (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون (27) وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (28) قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون (29) فريقا هدى) * * (إنه يراكم هو وقبيله) أي: وجنوده * (من حيث لا ترونهم) يعني: أن الشيطان وجنوده يرونكم، وأنتم لا ترونهم * (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) يعني: أن الشياطين يوالون الكفار، وهذا قوله: * (أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا).
قوله - تعالى -: * (وإذا فعلوا فاحشة) قيل: الفاحشة ها هنا هي طوافهم عراة، وقيل: هي الشرك (* (قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) * قل) يا محمد: * (إن الله لا يأمر بالفحشاء) وهي كل فعل قبيح بلغ النهاية في القبح * (أتقولون على الله ما لا تعلمون).
قوله - تعالى -: * (قل أمر ربي بالقسط) أي: بالعدل والصدق * (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) فيه ثلاثة أقوال: أحدها أن معناه: أقيموا الصلاة في كل مسجد تدرككم فيه الصلاة، ولا تقولوا نؤخرها إلى مسجدنا، والثاني معناه: استقبلوا القبلة بوجوهكم في كل صلاة، والثالث معناه: أخلصوا صلاتكم وعبادتكم لله - تعالى -.
* (وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون) يعني: تعودون فرادى بلا أهل ولا مال، كما خلقكم فرادى بلا أهل ولا مال، وهذا معنى قوله - تعالى -: * (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) قال الزجاج: معناه: إن إعادتكم أحياء كخلقكم ابتداء، كلاهما علي هين، والصحيح أن المراد به: انه كما خلقكم أشقياء وسعداء، ومؤمنين وكافرين، تعودون كذلك؛ وعليه دل قوله - تعالى -: * (فريقا
(١٧٦)
مفاتيح البحث: السجود (3)، الصّلاة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»