* (وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون (30) يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه) * * هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) أي: فريقا هداهم الله، وفريقا أضلهم الله [تعالى]؛ فوجبت عليهم الضلالة، وقد صح الحديث عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ' حدثني الصادق المصدوق - يعني رسول الله -: أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبين الجنة إلا ذراعا؛ فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار؛ فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى لا يبقى بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة؛ فيدخل الجنة '.
* (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) وفي هذا دليل على أن المستبصر بالكفر الذي يحسب أنه على الحق مثل المعاند سواء.
قوله - تعالى -: * (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) هو في الأمر بالطواف والصلاة لابسا، وفي شواذ التفاسير: أنه المشط، ولبس النعل، وقيل: أراد به: السكينة، والوقار، وذلك معنى ما روى عن رسول الله أنه قال: ' إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وأنتم تمشون، وعليكم بالسكينة والوقار '.
* (وكلوا واشربوا) قال الفراء: إنما أمرهم بالأكل والشرب؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يتركون أكل اللحم والدسم في وقت الموسم، كما يتركون اللباس عند الطواف ويقولون: نترك اللحم والدسم لله - تعالى -.
* (ولا تسرفوا) أي: بتحليل ما حرم الله، وبتحريم ما أحل الله، وكل مال أنفق