* (فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر) * * وفي رواية ثالثة: ' أن النبي رأى جابرا حزينا، وقتل أبوه عبد الله بن حرام يوم أحد، فقال: ما لي أراك حزينا، إن الله تعالى لم يكلم أحدا، إلا من وراء حجاب، وقد كلم أباك كفاحا، فقال: تمن علي ' الحديث.
وروى: ' أن شهداء أحد قالوا: من يبلغ نبينا وإخواننا ما وصلنا إليه؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم - وفي رواية: أنا رسولكم - وأنزل هذه الآية '.
* (بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) قيل معناه: أنه يدفع إليهم كتاب فيه أسماء إخوانهم الذين يستشهدون من بعدهم، فيستبشرون بهم.
وقوله: * (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) وقدر عليهم أن يلحقوا بهم. فيه قول آخر، أن الشهداء يقولون: يا ليت إخواننا أصيبوا مثل ما أصابنا؛ فيصلون إلى ما وصلنا؛ فذلك قوله: * (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أي: بأن لا خوف عليهم * (ولاهم يحزنون).
* (يستبشرون بنعمة من الله وفضل) وقيل: أراد بالنعمة: قدر الكفاية، وبالفضل: ما زاد على الكفاية، ومعناه: لا يضيق عليهم، بل يوسع في العطاء، وقيل: ذكر الفضل تأكيدا للنعمة، * (وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) قرأ ابن مسعود:
' والله لا يضيع أجر المؤمنين '.
قوله تعالى: * (الذين استجابوا لله والرسول) قيل: سبب نزول الآية: أن أبا سفيان