* (به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير (180) لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق) * * ما نعى الزكاة، وقوله: * (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) على حقيقته، وهو معنى ما روى عن رسول الله أنه قال: ' من منع الزكاة جاء يوم القيامة، فيمثل له ماله شجاعا أقرع فيطوق في رقبته، [فينهسه] من قرنه إلى قدميه ثم قرأ هذه الآية '. * (ولله ميراث السماوات والأرض) فإن قال قائل: كيف يكون له ميراث السماوات والأرض؟ قيل: العرب تسمى كل ما انتقل من أحد إلى غيره ميراثا بأي سبب كان، فلما خلصت السماوات والأرض لله تعالى بعد هلاك العباد، سماه ميراثا، كأنه انتقل منهم إليه * (والله بما تعملون خبير).
قوله تعالى: * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) قيل: سبب نزول الآية: أنه لما نزل قوله تعالى: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قالت اليهود: إن الله يستقرض منا أموالنا؛ فإذن هو فقير ونحن أغنياء وما قالوا ذلك عن اعتقاد، ولكن تمويها على المسلمين، وتشكيكا لهم فيما جاء به محمد رسول الله، فنزل قوله: * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وفيه قول آخر: أنه عليه [الصلاة و] السلام لما استعان بيهود بني قينقاع في الحرب، قالوا : إن الله فقير إذن؛ حيث يستعين بنا في نصرة دينه، ونحن أغنياء؛ فنزلت الآية.
* (سنكتب ما قالوا): هو الكتابة في صحائف الأعمال، وقيل: معناه: نحصي ما قالوا نجازى عليه، ويقرأ: ' سيكتب ما قالوا ' بضم الياء. * (وقتلهم الأنبياء) بالرفع أي: ويكتب قتلهم الأنبياء * (بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق) أي: