تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٨١
* (فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174) إنما ذلكم الشيطان) * * أصحاب محمد عن الخروج؛ كيلا يظنوا أن بنا فشلا ولك عشر من الإبل، فجاء إليهم، وكان النبي وصاحبته يتهيئون للخروج، فقال لهم: تخرجون إليهم! قد خرجوا إليكم في العام الماضي، وفعلوا بكم ما فعلوا في بيوتكم، والله لو خرجتم إليهم لا يعود أحد منكم، فقال وأصحابه: حسبنا الله ونعم الوكيل، ولم يمتنعوا من الخروج '.
فقوله: * (الذين قال لهم الناس) هو نعيم بن مسعود وحده، هذا قول عكرمة ومجاهد ومقاتل والكلبي، وقال ابن عباس: هو قول نفر قليل من عبد القيس، وقوله: * (فزادهم إيمانا) منهم من قال معناه: زادهم إيمانا بتفويضهم، وقولهم: حسبنا الله ونعم الوكيل، وقيل معناه: زادهم يقينا بما وعدهم الله من النصر، * (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، قال ابن عباس: وهذا قول إبراهيم حين ألقى في النار، فإنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل.
قوله تعالى: * (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) معنى الآية: ' أن النبي وأصحابه خرجوا لموعد أبي سفيان إلى بدر، وهو مجمع سوق العرب، فلم يلقوا هنالك (أحدا) إذ لم يتفق (خروجهم)، فاتجروا هنالك، وربحوا، وانصرفوا ' فذلك قوله: * (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) فالنعمة: العافية، والفضل: ربح التجارة * (لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم). قوله تعالى: * (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) فالشيطان: كل عات متمرد من الجن والإنس، والمراد بالشيطان ها هنا: نعيم بن مسعود، وقيل: هو الشيطان
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»