تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
(* (194) فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد (196) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (197) لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار (198) وإن من أهل) * * قوله تعالى: * (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) روى أن أم سلمة قالت لرسول الله: إني أرى الله لا يذكر النساء في القرآن، فنزل قوله: (* (من ذكر أو أنثى) * بعضكم من بعض) أي: كلكم كنفس واحدة، فلا أضيع عمل واحد منكم.
* (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا) وقرأ حمزة والكسائي: ' وقتلوا وقاتلوا ' * (لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله) أي: جزاء من عند الله، * (والله عنده حسن الثواب).
قوله تعالى: * (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) يعني: على مرادهم، فإن مصيرهم إلى النار * (متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) وفيه دليل على أن أقل القليل من الجنة خير من الدنيا، وفي الحديث: ' لموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها '.
قوله تعالى: * (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله) النزل هو ما يعد للضيف من النعمة؛ فسمى الله تعالى ما
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»