تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٣
* (على الله إن الله يحب المتوكلين (159) إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160) وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) * * (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) المشاورة هي استخراج الرأي، وكانت المشاورة جائزة للنبي في أمور الدنيا، فأما في أمور الدين فعلى التفصيل إن كان في شيئين يجوز كلاهما، جازت المشاورة، كما شاورهم في أسارى بدر، حيث كان يجوز القتل والفداء.
والثاني: في أمور ثبتت نصا، كالصوم والصلاة، لا تجوز فيها المشاورة.
والثالث: في شيء لا نص فيه، فهو بناء على أن اجتهاده هل كان سائغا أم لا؟ فإن ساغ اجتهاده، جازت مشاورته، وإلا فلا.
ولأي كان يشاور؟ قال الضحاك: ليقتدى به، وليستن بسنته، وهو قول سفيان الثوري، وقال قتادة: تطييبا لقلوبهم.
* (فإذا عزمت فتوكل على الله) أي: لا تتوكل على المشاورة، وإنما توكل على الله * (إن الله يحب المتوكلين).
* (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) الخذلان: الامتناع عن النصرة عند الحاجة * (وعلى الله فليتوكل المؤمنين).
قوله تعالى: * (وما كان لنبي أن يغل) يقرأ بقراءتين، فمن قرأه: بفتح الياء وضم الغين، فمعناه: أن يخون.
قال ابن عباس: سبب نزول الآية: أنه يوم بدر فقدت قطيفة حمراء، فقال بعض أصحاب رسول الله: الرسول أخذها؛ فنزل قوله: * (وما كان لنبي أن يغل).
وقال محمد بن كعب القرظي: معناه: وما كان لنبي أن يكتم شيئا من الوحي، ويخون فيه.
وفيه قول ثالث: ' أن النبي كان قد بعث طلائع، فهم ألايعطيهم من الغنائم
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»