تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
* (تعلمون (280) واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (281) يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب) * * وروى أبو اليسر عن النبي - عليه السلام - أنه قال: ' من أنظر معسرا أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله '.
وروى أبو هريرة عن النبي أنه قال: ' كان فيمن قبلكم رجل يداين الناس فقال لفتاه: إذا كان معسرا فتجاوز عنه؛ لعل الله يتجاوز عنا، فلقى الله فتجاوز عنه '.
والخبر في الصحاح.
* (وإن تصدقوا) يعني بترك أصل المال الذي أعطيتموه قرضا. * (خير لكم إن كنتم تعلمون).
قوله - تعالى: * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله). قال ابن عباس: هذه آخر آية نزلت على رسول الله.
قال ابن جريج: إنما عاش بعدها سبع ليال، وفي رواية تسع ليال.
ويروى أن جبريل - صلوات الله عليه - لما نزل بهذه الآية قال: ضعها على رأس مائتين وثمانين آية من سورة البقرة، وهذه الآية مسجلة سجلها الله على الخلق كافة.
* (ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وهو ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين) قال ابن عباس: أشهد أن السلف المضمون المؤجل في كتاب الله، قد أنزل فيه أطول آية، وتلا هذه الآية.
وقوله: * (تداينتم بدين) أي: تعاملتم بالدين، يقال: داينته، إذا عاملته بالدين.
فإن قيل: قوله: * (تداينتم) يغني عن المعاملة بالدين، فلم قال: تداينتم بدين؟ قيل: لأن العرب تقول: تداينا - أي: تعاطينا وتجازينا، وإن لم يكن في الدين؛ فقال:
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»