تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
* (وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (274) الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) * * الخير. وقد ورد في الحديث: ' أنه يؤجر بأوراثها وأبوالها '.
وقوله تعالى: * (فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (الذين يأكلون الربا) أي: يأخذون، فعبر بالأكل عن الأخذ؛ لأنه يؤخذ ليؤكل.
وقوله: * (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).
الخبط: ضرب على غير استواء، يقال: فلان يخبط خبط عشواء، إذا كان يسلك طريقا لا يهتدي إليه. ومنه قول الشاعر:
(رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم) ومعناه: أن آكل الربا يحشر يوم القيامة كمثل السكران، يقوم تارة، ويقع أخرى.
وقيل: هو من تخبط الشيطان، وذلك [أن] يدخل الإنسان فيصرعه.
والمس: الجنون، والخبط: أول الجنون، ومعناه: أنه يحشر يوم القيامة كمثل المصروع؛ وذلك علامة أكلة الربا يوم القيامة.
وقوله: * (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا). أراد بهم ثقيف؛ فإنهم قالوا إنما البيع مثل الربا.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»