تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٠١
* (أولي الألباب (197) ليس عليكم جناح أن يبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله) * * وقوله تعالى: * (وتزودوا) نزل في قوم من اليمن، كانوا يخرجون إلى الحج من غير زاد ويسألون الناس الزاد، وربما يفضي الحال بهم في السلب والنهب، فقال: * (وتزودوا) أي: اخرجوا مع الزاد.
وقوله: * (فإن خير الزاد التقوى) يعني: من السلب والسؤال.
وقال سعيد بن جبير: تزودوا بالكعك والسويق.
وقال غيره: وتزودوا بالخشكنانج، والسويق. وقوله تعالى: * (واتقون يا أولي الألباب) معلوم المعنى.
قوله تعالى: * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) في سبب نزول هذا قولان: أحدهما: ما روى عن أبي أمامة التيمي أنه قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى في هذا الوجه يعني إلى مكة والناس يقولون: لا حج لكم، فقال ابن عمر: ألست تقف؟ ألست تسعى؟ ألست تطوف؟ قلت: نعم. فقال: لك حج. وروى ابن عمر ' أن رسول الله سئل عن ذلك، فلم يجب بشيء حتى نزل جبريل بهذه الآية '.
والثاني: قال ابن عباس: كان في الجاهلية أسواق يقال لها عكاظ، والمجنة، وذو المجاز، وكان أهل الجاهلية يتجرون منها، فلما جاء الإسلام كان المسلمون يتحرجون عن التجارة في تلك الأسواق، فنزل قوله: * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) يعني: بالتجارة في تلك الأسواق.
وقرأ ابن الزبير: فضلا من ربكم في مواسم الحج.
وقوله تعالى: * (فإذا أفضتم من عرفات) أما عرفات: سمى بذلك؛ لأن
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»