تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٨٦
* (وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (186) أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا * * له أعطى، وإن دعاه بما لم يقدر له يدخر له الثواب في الآخرة فلا يخيب دعاءه.
وقد ورد عن رسول الله أنه قال: ' ما من عبد يقول [يا رب] إلا قال الله تعالى: لبيك عبدي، فيعجل ما شاء، ويدخر ما شاء '.
قوله تعالى: * (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي) قيل: الاستجابة هاهنا بمعنى الإجابة، وعليه يدل قول الشاعر:
(وداع دعايا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب) أي: فلم يجبه، وقال أبو عبيدة: معناه فليستدعوا مني الإجابة.
وحقيقته فليطيعوا لي. * (وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (أحل لكم) أي: أبيح لكم (ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم).
قيل: والرفث: كل ما يريده الرجل من امرأته، وهو بمعنى الوطء هاهنا.
قال ابن عباس: إن الله حيي كريم، يكنى بالحسن عن القبيح.
* (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) قيل: معناه: هن سكن لكم، وأنتم سكن لهن. وقيل: لا يسكن شيء إلى شيء كسكون أحد الزوجين إلى الآخر. وقيل: أراد به حقيقة اللباس، فإن أحدهما يصير لباسا لصاحبه عند المباشرة، قال
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»