تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٨٥
(* (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي) * ولتكملوا العدة) أي: عدة الشهر بقضاء ما أفطر في المرض أو السفر. * (ولتكبروا الله على ما هداكم) أي: لتعظموه على ما أرشدكم إلى ما رضى به من صوم رمضان. قال ابن عباس: هو تكبيرات ليلة الفطر وهو مروي عن ابن عمر، وعائشة رضي الله عنهما. وقال: حق على كل مسلم أن يكبر ليلة الفطر إلى أن يفرغ من صلاة العيد * (ولعلكم تشكرون).
قوله تعالى: * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) في سبب نزول الآية قولان: أحدهما: أن الصحابة قالوا: يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت الآية '.
والثاني: أنه لما نزل قوله تعالى: * (ادعوني استجب لكم) قالوا: يا رسول الله كيف ندعوه ومتى ندعوه؛ فنزلت الآية.
وقول: * (فإني قريب) أي: لا يخفى على شيء، وهو أقرب إلى العباد من حبل الوريد، وأقرب إلى القلب من ذي القلب.
وقوله تعالى: * (أجيب دعوة الداع إذا دعان) فيه حذف. وتقديره: أجيب دعوة الداع إن شئت. وهذا مثل قوله تعالى: * (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء).
قال ابن الأنباري: معناه: أسمع دعوة الداعي، تقول العرب: فلان يدعو من لا يجيب، أي من لا يسمع، وهذا لأنه قد يدعى فلا يجيب، فدل أنه أراد بالإجابة السماع.
وقيل: هو على حقيقة الإجابة، ومعناه: أنه لا يخيب من دعاه، فإنه إن دعاه بما قدر
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»