وكيع عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: " * (أن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة) *) فصعق.
وأخبرني ابن فنجويه، قال: حدثنا ابن ماجة، قال: حدثنا الحسن بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا صالح، قال: حدثنا خالد بن حسان، قال: أمسى عندنا الحسن وأمسى صائما، فأتيته بطعام فعرضت له هذه الآية " * (إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما) *) فقال: ارفع الطعام، فلما كانت الليلة الثانية أتيناه أيضا بطعام فعرضت له هذه الآية، فقال: ارفعه، فلما كانت الليلة الثالثة أتيته فعرضت له هذه الآية، فقال: ارفعوا، فانطلق ابنه إلى ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكاء فحدثهم بحديثه، فجاءوا معه فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق. " * (يوم ترجف الأرض والجبال) *) أي تتحرك وتضطرب بمن عليها " * (وكانت الجبال كثيبا) *) وهو الرمل المجتمع " * (مهيلا) *) سائلا متناثرا إذا مسته تتابع، وأصله مهيول وهو مفعول من قول القائل: هلت الرمل فأنا أهيله، وذلك إذا حرك أسفله فانهال عليه من أعلاه، يقال: مهيل ومهيول ومكيل ومكيول ومعين ومعيون، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم يشكون الجدوبة: (أتكيلون أم تهيلون)؟
قالوا: نهيل.
قال: (كيلوا ولا تهيلوا).
وقال الشاعر:
واخال أنك سيد معيون " * (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا) *) شديدا صعبا ثقيلا، ومنه يقال: كلأ مستوبل وطعام مستوبل إذا لم يستمرأ، ومنه الوبال وقالت الخنساء:
لقد أكلت بجيلة يوم لاقت فوارس مالك أكلا وبيلا وتقول العرب: لقد أوبل عليه الشراء أي توبع.
" * (فكيف تتقون إن كفرتم) *) أي فكيف لكم بالتقوى في القيامة إذا كفرتم في الدنيا، يعني: لا سبيل لكم إلى التقوى ولا تنفعكم التقوى إذا وافيتم القيامة. وقيل: معناه فكيف تتقون عذاب يوم، وكيف تنجون منه إذا كفرتم. وقرأ ابن مسعود وعطية: فكيف يتقون يوما يجعل الولدان شيبا أن كفرتم