تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٠
قال أبو حمزة الثمالي: بلغنا أنهم من بني الشيطان وهم أكثر الجن عددا وهم عامة جنود إبليس. " * (فقالوا) *) لما رجعوا إلى قومهم " * (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه) *) بالفتح قرأه أهل الشام والكوفة إلا حفصا.
وفتح أبو جعفر ما كان مردودا على الوحي، وكسر ما كان حكاية عن الجن، وجرها كلها الباقون.
" * (تعالى جد ربنا) *) حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن مهدي العدل، قال: حدثنا الأصم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا عبد الله بن سفيان عن السدي في قوله: " * (جد ربنا) *) قال: أمر ربنا.
وبإسناده عن سفيان عن سلمان التيمي عن الحسن، قال: غنى ربنا ومنه قيل: للحظ جد ورجل مجدود. وقال ابن عباس: قدرة ربنا. مجاهد وعكرمة: جلاله. قتادة: عظمته. ابن أبي نجيح عن مجاهد: ذكره. ضحاك: فعله. القرظي: آلاؤه ونعمه على خلقه. الأخفش: علا ملك ربنا. ابن كيسان: علا ظفره على كل كافر بالحجة. والجد في اللغة: العظمة، ومنه قول أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد في أعيننا أي عظم.
وقال ابن عباس: لو علمت أن في الإنس جدا ما قالت تعالى جد ربنا، وقال أبو جعفر الباقر وابنه جعفر والربيع بن أنس: ليس لله جد وإنما وليه الجد بالجهالة فلم توخذوا به.
" * (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا) *) وقرأ عكرمة: " * (تعالى جد ربنا) *) بكسر الجيم على ضد الهزل، وقرأ ابن السميع: (جدي ربنا) وهو الجدوى والمنفعة.
" * (وأنه كان يقول سفيهنا) *) جاهلنا، وقال مجاهد وقتادة: هو إبليس لعنه الله " * (على الله شططا) *) عدوانا وقولا عظيما " * (وإنا ظننا) *) حسبنا " * (أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) *) أي كنا نظنهم صادقين في قولهم: إن لله صاحبة وولدا حتى سمعنا القرآن " * (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) *) وذلك قول الرجل من العرب إذا أمسى بالأرض القفر: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار حتى يصبح.
قال مقاتل: أول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن، ثم بنو حنيفة ثم فشا ذلك في العرب.
أخبرني ابن فنجويه، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا أبو القيم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، قال: حدثنا موسى بن سعيد بن النعمان بطرطوس، قال: حدثنا فروة بن معراء الكندي، قال: حدثنا القيم بن مالك عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري، قال: خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»